المَقْوَلة في نظريّة النموذج الأصل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ النحو واللسانيات، جامعة صفاقس، تونس

2 مدرس أول بوزارة التربية التونسية، وحاصل على ماجستير في اللغة والأدب، تونس.

المستخلص

غير خاف اليوم أنّ اللّسانيات العرفانيّة تمتاز بحركيّة داخليّة كبيرة جعلت منها منهجا مفيدا لا تُنكر قيمته
في المقاربات اللّسانيّة، بل لعلّه نجح في أن يفتح أبوابا جديدة تخصّ التصنيف خاصّة، حيث أن روّاده يتبنّون
أطروحات تعود إلى نظريّة الجاشتالط، ويقيمون أعمالهم على ما يوفّره البحث النفسيّ من معطيات في فهم
المقْولة. ولا يخفى أيضا أنّ العرفانيّة قد استثمرت هذا المعطى أيّما استثمار، وذلك في بناء تصوّراتها للذاكرة
والتخزين والتفكير والمقولة. وكلّ هذا يعالج تحت ما يسمّونه "البنية التصوّريّة". وهم في ذلك يعتدّون بقطعهم
مع آليات التصنيف الكلاسيكيّة، ونعني أساسا منوال أرسطو التصنيفيّ المسمّى بنظريّة التصنيف حسب الشروط
الضروريّة والكافية، ويضربون صفحا عن استقلال المكوّنات اللّغويّة وغير اللغويّة عن بعضها البعض. ونظرا
إلى ما يمثّله التصنيف من قيمة إجرائيّة سواء أكان ذلك في مستوى العلوم عامّة أم في مستوى التفكير اللغويّ
خاصّة، رأينا من المفيد التعريف في هذا المقال بنظريّة التصنيف عند اللّسانيين العرفانيّين، ونعني على وجه
التحديد نظريّة النماذج الأصليّة التي أضحت محلّ اهتمام بيّن من لدن العديد من الباحثين، والتي ما انفكّت تثبت
كفاءتها في فهم جوانب خفيّة من علاقة اللغة بالذهن.

الكلمات الرئيسية