الملخص: تمثل قصيدة "بشراك يا قلب" درة التاج في شعر الإمام المغيلي، في سبكها ومعانيها، وأسلوبها وصدق عاطفتها، مشفوعةً بما حققته من شهرة سارت بها الركبان، وانتظمت في الصدور وطرر السطور منذ القرن العاشر حتى لحظة كتابة هذا البحث. والقصيدة بنسيجها الشعري وطابعها الوجداني الغنائي منتظمة في سلك المِدَح النبوية، معدودة في سمط معارضات بردة البوصيري؛ لكنها على شهرتها لم نظفر لها بدراسة نقدية تحليلية تستبطن مكنوناتها الأدبية الرفيعة، التي نحسب أن الإمام المغيلي رحمه الله قد ضمنها أصداف كلمها وعبائرها، بما عساه أن يقودنا إلى رصد ملامح الرؤية الشعرية للإمام من خلال عمق التجربة الشعرية التي عكست تجربته الإصلاحية في هذا النص الفريد بفرادة ناظمه ومقصده، وظروف نظمه الزمانية والمكانية. فقلمُ الباحث قد ألقى بين عينيه عزمه في محاولةٍ طموحٍ لقطع شوط مرضيٍّ في هذا الميدان الرحب، متلمسًا ما لاح له من إشارات باحت بها العبارات، وصدًى روحي يناجي القارئ في كل ركن من أركان القصيدة، يقول له: أنا ابن جلا، فهلا جلوت النفائس وأبكار العرائس؟!