تنبش المقالة قضية من أعقد القضايا وأكثرها تأثيرا في مسير اللسانيات العربية الحديثة والعاصرة؛ حيث إنها تسعى إلى النظر في الأسباب الموضوعية التي أسهمت بشكل رئيس في حدّة الصراع المعمِّر طويلا بين اللسانيات العربية الأصيلة واللسانيات الوافدة، تحديدا وقت اقتحام المنقول اللساني الثقافةَ اللسانية العربية في أواسط القرن العشرين، لينتج عنه اضطراب بين اللسانيين أدى إلى انقسام حادٍّ بينهم؛ حيث ارتضى بعضهم الاستمساك باللسانيات العربية الأصيلة دون طلب معرفة غيرها، والبعض الآخر أعلن القطيعة معها جملة والاكتفاء باللسانيات الوافدة فقط، في حين حاولت جهة ثالثة خلق توفيق بين الاتجاهين؛ من خلال الجمع بينهما، وهو ما زاد الوضع اللساني العربي تأزما إلى أزمته، ورفع من منسوب التنافر دون إيجاد أرضية حقيقية تخرج اللسانيات العربية مما هي عليه.
إن اللسانيات العربية في حاجة ماسة إلى نظرة متفحصة تكاملية، تسعى إلى تقويم التراث اللغوي الأصيل تقويما حقيقيا، ينتهج فيه أصحابه العلمية قبل إشعار آلية القطيعة المعرفية، ومن جهة ثانية العمل على جعل اللسانيات الوافدة بوسائلها وآلياتها جميعا، قنطرة إلى اللسانيات العربية الأصيلة وخادمة لها.
إبراهيم, عيشي. (2024). أسباب التنافر بين اللسانيات العربية الأصيلة واللسانيات الوافدة.. سياقات اللغة والدراسات البينية, 9(2), 73-81. doi: 10.21608/siaqat.2024.274259.1028
MLA
عيشي إبراهيم. "أسباب التنافر بين اللسانيات العربية الأصيلة واللسانيات الوافدة.", سياقات اللغة والدراسات البينية, 9, 2, 2024, 73-81. doi: 10.21608/siaqat.2024.274259.1028
HARVARD
إبراهيم, عيشي. (2024). 'أسباب التنافر بين اللسانيات العربية الأصيلة واللسانيات الوافدة.', سياقات اللغة والدراسات البينية, 9(2), pp. 73-81. doi: 10.21608/siaqat.2024.274259.1028
VANCOUVER
إبراهيم, عيشي. أسباب التنافر بين اللسانيات العربية الأصيلة واللسانيات الوافدة.. سياقات اللغة والدراسات البينية, 2024; 9(2): 73-81. doi: 10.21608/siaqat.2024.274259.1028