أستاذ مُبَرِّز في اللغة العربية، باحث مشارك في معهد الإرِيـمام، ; معهد الدراسات حول العالم العربي والإسلامي، جامعة آيكس-مرسيليا. وزارة التربية الوطنية الفرنسية
يهدف هذا المقالُ إلى إظهار التطوير الّذي قام به العربُ على الأبجديّة لخلق أبجديَّتهم الخاصّة من خلال تعقُّب أو تتبُّع تاريخي للأبجديّة من خلال أمثلة مقارنة. ويستعرض هذا المقالُ ميّزاتِ الـحَرف العربيّ وأَصولَه التاريخيّة ويُقارِنُه بالأبجديات الأُخرى فـيُـقارِنُ، كَمِثالٍ، شكل حرف الألف العربيّ بشكله في الأبجديات الأخرى. كما يَذكُر المقالُ كيف نشأَت الأبجديّةُ الّتي تـمتدّ جذورُها إلى الكتابة الهيروغليفية المصرية («مِيدو نِـتْـشَر») بحسب مبدأ التسمية المقطعية («الأكروفوني»). ويقدّم مثالاً وهو كتابة كلمة «بعل». يُعَرّف الباحثُ الأبجديّة بأنها نظامُ كتابةٍ يعتمد على عدد محدود جدًّا من الحروف يتراوح بين عشرين وأربعين حرفًا. يُرجّح المؤلّفُ الرأيَ القائلَ بأنّ أصل الـحَرف العربي تطوّر مباشرةً من الـحَرف النبَطيّ بالمقارنة مع السريانيّة؛ والحرفُ النبطيّ تطوّرَ بدَورِه من الحَرف الكنعانيّ السينائيّ الساميّ الشماليّ القديم عبر الحَرف الآراميّ ثمّ الحَرف الفينيقيّ. ويذكرُ الباحثُ بعضَ أسباب تطوّر الحرف العربيّ : نوعيّة الأدوات، أي ما يُكتَبُ به، ونوعيّة الحوامل، أي ما يُكتَب عليه، وسرعة الكتابة وتوفير التكلفة والجهد والوقت وزيادة الإنتاج. ويُظهِر كيف تطوّر حرفُ الكاف. ثم يعطي مثالاً خطّيًّا من مَشقِه، أي من صناعته، عن مرونة الحَرف العربيّ وقابليّته للمدّ والتشكيل والتركيب والرسم.