یکون التناص من المصطلحات النقدية التي يسلّط عليها الباحثون الأضواء ويتوجّهون إليها بالأنظار، خاصة في عصرنا الحديث؛ لما له من أهمية بالغة جسدها الكتّاب في أعمالهم الأدبية؛ فدراسة التناص في أعمال أحد الكتّاب تهدف إلى إيجاد التعالق أو التشابه بين النص المدروس مع النصوص الأخرى. وأنها تمكن الباحث من الإحاطة الشاملة في التفاعل بين النص المذكور في عنوان الدراسة مع النصوص الأخرى. إن الأسطورة من أهم المصادر التی استلهمها الشعراء والأدباء منذ القدم، والکاتب المعاصر یستلهم من موروثه فی أثره أکثر من القدامی. إن التناص الأسطوري یشکّل جزءاً مهماً من أشکال التناص فی مانیفستو دونا هاراوي الفیلسوفة والأدیبة والمنظّرة المعاصرة، فهي من الکتّاب الذین استخدموا الأسطورة مستمدة موضوع مانیفستوها من الأساطیر الیونایة القدیمة. وهذا الأمر دفعنا إلی دراسة هذه الظاهرة فی بیانها؛ فلهذا درسنا الجذور التاریخیة لظاهرة التناص عند النقاد أولاً ثم بحثنا فیما استلهمته هاراوي من موروثها الأسطوري، ولمحة عن الأسطورة والأسطورة الإغریقیة في منهج وصفي تحلیلي. ومن النتائج التی انتهى إلیها البحث هو أنّ الکاتبة تأثرت بالأساطیر وعلی رأسها الأساطیر الإغریقیة تأثراً واضحاً، في تبیین إعلانها السایبورغي ووجهة نظرها حول النسوية السيبرانية. فهي توظّف الأساطیر ولاسیما الأسطورة الیونایة. وقد کانت شدیدت الاهتمام بهذه الأساطیر وإدخالها إلی حرم مانیفستوها.