يروم هذا البحث مقاربة استفادة النظريّة المعرفيّة-اللّسانيّة من نتائج الدراسات الحديثة في علم النفس المعرفيّ والتطوّريّ، والبيولوجيا المعاصرة في صياغة نظريّة متكاملة للإدراك الإنسانيّ، وذلك من خلال التركيز على مكوّنين مركزيين هما: علاقة الجسد بالتصوّرات والرؤى من جهة، ومن جهة أخرى محوريّة البعدين: الشعوريّ والوجدانيّ في تشكيل وصياغة التصوّرات التي تنعكس في البنى الرمزيّة واللّغويّة؛ فقد تجاوزت النظريّة المعرفيّة-اللّسانيّة التصورّات التجزيئيّة التي طالما عَدّت العقل كيانا مفارقا ومنمازا عن باقي المكوّنات المشكّلة للوعي والإدراك الإنسانين، لتثبت تفاعل كلّ ذلك وَفق منظور تفاعليّ تأثريّ. وقد ارتأيت تقسيم هذا البحث إلى قسمين: قسم يتناول مفهوم الجَسْدَنة وما ارتبط به من مفاهيم وتصوّرات، وقسم آخر يقارب مركزيّة البِنية/البعد الشعوريّ في النظريّة المعرفيّة-اللّسانيّة، وانعكاس كلّ ذلك على تطوّر النظريّة اللّسانيّة المعاصرة.