الأثر الكلامي في التفكير اللغوي عند عبد القاهر الجرجاني ـ الأصول والقضايا والتجليات ـ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ باحث في الدراسات اللغوية والأدبية، وزارة التربية والتعليم، المملكة المغربية.

10.21608/siaqat.2025.423855.1111

المستخلص

إن الدراسة تبحث الأصول والقضايا الكلامية وتجلياتها في التفكير اللغوي للجرجاني، خاصة في بنائه لنظرية النظم، التي شكّلت علامة فارقة في الدرس البلاغي العربي. فالجرجاني لم ينطلق في بحثه اللغوي من منطلق لغوي صرف، بل استند إلى خلفية كلامية واضحة، إذ استثمر المقولات العقدية الكلامية - الأشعرية منها خاصة - لبناء منهج تفسيري للتناسق الحاصل بين الألفاظ والمعاني في سياق التركيب وفق مقتضيات مرجعية سابقة، يحاول من خلالها الإجابة عن ظاهرة الإعجاز القرآني، وحل إشكالات كلامية ناشئة ضمن دائرة الفكر الإسلامي تتعلق بالصفات والأسماء ذات طبيعة لغوية.
لقد حاولت الدراسة إبراز التداخل الحاصل بين علمي الكلام واللغة، ببيان أنه ليس تداخلا عارضا، بل هو جوهر التفكير اللغوي عند الجرجاني، الذي انتقل بالمقولات العقدية من مجال علم الكلام إلى مجال اللغة والبلاغة، فحوّلها إلى أدوات تفسيرية أسهمت في معالجة قضايا هي من صميم التفكيرين اللغوي والكلامي حينذاك. فقدّم رؤية تجعل اللغة انعكاسًا للتفكير العقدي. فخلصت الدراسة إلى أن التفكير اللغوي عنده هو ثمرة تزاوج بين تمكنه وإحاطته اللغوية وعمق نظره الكلامي الأشعري. كما أوصت الدراسة بضرورة إعادة قراءة التراث الكلامي واللغوي العربي بروح تكاملية معاصرة، تتجاوز الجدل القديم، وتبحث عن أفق معرفي يزاوج بين العقيدة واللغة في إطار موحّد.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية