فاعلية المهمش في عين حمورابي لعبداللطيف ولد عبدالله

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

جامعة تربیت مدرس- کلية العلوم الانسانیة-قسم اللغة العربیة و آدابها

10.21608/siaqat.2025.424140.1110

المستخلص

تسعى هذه الدراسة إلى تحليل رواية عين حمورابي لعبداللطيف ولد عبدالله من منظور ما بعد الاستعمار، بغرض استكشاف تمثلات فاعلية المهمَّش في الخطاب الروائي الجزائري المعاصر. تنطلق الإشكالية الرئيسة من سؤال محوري: كيف تتحول الشخصية المهمَّشة من موقع التابع السلبي إلى موقع الفاعل المنتج للمعنى؟ وللإجابة عن ذلك، اعتمد البحث منهجاً تحليلياً–وصفياً يربط بين البنية السردية والخطاب النصي من جهة، وبين سياقاتهما التاريخية والاجتماعية والثقافية من جهة أخرى، مستفيداً من نظريات إدوارد سعيد، غاياتري سبيفاك، هومي بابا، بنيتا باري، آنيا لومبا، وفرناندو كورونيل، في تفكيك خطاب الهيمنة وإبراز إمكانات المقاومة.

أظهرت النتائج أن الرواية تتجاوز تصوير المهمَّش كضحية سلبية، لتبني فضاءً تفاوضياً تتجلى فيه أشكال مقاومة متنوّعة: مقاومة مباشرة عبر المواجهة العنيفة، ومقاومة يومية صامتة عبر التلاعب بخطاب السلطة وتفكيك روتينها، ومقاومة رمزية–ثقافية تقوم على استعادة الذاكرة وقلب صورة الآخر الأوروبي عبر السخرية والتهكم. كما كشفت القراءة عن تحوّل الاستعمار من ممارسات خارجية عسكرية إلى آليات داخلية–اقتصادية تسعى إلى تسليع التراث والذاكرة، وهو ما يواجهه النص بإعادة إنتاج السرد كأداة فاعلة. وقد أبرزت الرواية كيف يعيد وحيد حمراس تعريف هويته، عبر إعادة توظيف أدوات الاستعمار (التعليم، المذكرات، اللغة) كسلاح مقاومة يحوّل الهامش إلى موقع إنتاجي ومعرفي.

وتخلص الدراسة إلى أن الرواية تقدّم نموذجاً معرفياً لفاعلية المهمَّش، من خلال تعدّد الأصوات، وتشابك البنى السردية مع الأبعاد السياسية والاجتماعية، وإعادة تمثيل المهمشين عبر استعادة أصواتهم وتفكيك الصور النمطية. وبذلك تفتح إمكانات للبحث المقارن في الأدب المغاربي، تربط بين السرد وأنثروبولوجيا الذاكرة واقتصاديات الثقافة، مقترحةً منظوراً تكاملياً يشمل الأبعاد الذاتية، السردية، الاجتماعية، والمادية لفهم الفاعلية في النصوص ما بعد الاستعمارية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية