قراءة تدبرية في قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 106] النسخ المطابق

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 أستاذ بجامعة الطفيلة التقنية، المملكة الأردنية الهاشمية.

2 رابطة علماء الأردن الطفيلة، المملكة الأردنية الهاشمية.

10.21608/siaqat.2024.282178.1035

المستخلص

من منطلق تدبّر القرآن الكريم بدأت هذه الدراسة التي تتناول آية النسخ التي كانت مدار البحث والاجتهاد على مرّ العصور وتعدّدت فيها الآراء والاجتهادات، وتتحدّث هذه الآية الكريمة عن موضوع النسخ الذي هو أصل من الأصول الإسلامية غير أن نظرتنا لهذه الآية سيكون على معنى من معاني النسخ لم يتم التطرّق له سابقا دون إنكار وجود النسخ بالمعاني التي أوردها العلماء، فالمعنى اللغوي للنسخ يأتي بمعنى الإزالة وبمعنى أخذ نسخة عن الشيء ويؤيد هذا المعنى {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29]، فالقرآن الكريم ذكر النسخ بمعنى أخذ نسخة من أعمال الناس، وتدور هذه الدراسة حول النسخ بمعنى أخذ نسخة أخرى وهذا المعنى يؤيده قوله تعالى في نفس الآية: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} أي نأتِ بنسخة أخرى منها قد تكون مشابهة تماما مثل قوله تعالى في سورة الرحمن: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13] التي تكرّرت إحدى وثلاثين مرة، وهذه الخيرية لا تعني الأفضلية لأنّ القرآن الكريم كله كلام الله تعالى لكنها قد تأتِ في موقعها الجديد بدلالات أخرى. ويؤيّد هذا الذي ذهبنا إليه قوله تعالى: {أَوْ نُنْسِهَا} فقد جاءت بقراءة عاصم بمعنى الإنساء والإزالة بضمّ النون وكسر السين ومعه بقية القرّاء سوى ابن كثير وأبو عمرو قُرِأت عندهما بفتح النون والسين وهمزة ساكنة بين السين والهاء {نَنسَأهَا} من النسأ بمعنى التأخير أي تأتِ متأخّرة في موضع آخر فوافق هذا المعنى ما قصدناه من النسخ أنه الإتيان بنسخة أخرى في موضع آخر.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية